[61]

عرفانية.

والمعنى: تراهم يا محمد، أو أيها المخاطب حال كونهم مسودّي الوجوه، أو تراهم مسودّي الوجوه بما ينالهم من الشدة، أو بما يتخيّل من ظلمة الجهل والكفر سوادًا مخالفًا لسائر أنواع السواد، هو سواد يدل على الجهل بالله، والكفر به، والكذب عليه.

وقرىء {وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ} بنصبهما فـ {وُجُوهُهُمْ}: بدل بعض من كل، وقرأ أبي: {أجوههم} بإبدال الواو همزة.

وفي "التأويلات النجمية": يشير إلى أن يوم القيامة تكون الوجوه بلون القلب، فالقلوب الكاذبة لما كانت مسودة بسواد الكذب، وظلمة الكفر .. تلونت وجوههم بلون القلوب. انتهى.

والاستفهام في قوله: {أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى}؛ أي: مقام ومنزل، {لِلْمُتَكَبِّرِينَ} عن الإيمان والطاعة، للتقرير؛ أي: لهم مقام ومنزل في نار جهنم، خالدين مخلدين فيها أبد الآباد، وهو إشارة إلى قوله: {وَاسْتَكْبَرْتَ}. والكبر: هو بطر الحق، وغمط الناس، كما ثبت في الحديث الصحيح.

ومعنى الآية (?): أي وترى أيها الرسول يوم القيامة وجوه الذين كذبوا على الله، فزعموا أن له ولدًا، وأن له شريكًا، وعبدوا آلهةً من دونه، مجللةً بالسواد، لما أحاط بها من الكآبة والحزن الذي علاها، والغم الذي لحقها.

ثم علل هذا وأكده بقوله: {أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ}؛ أي: أليست النار كافيةً لهم سجنًا وموئلًا، ولهم فيا الخزي والهوان بسبب تكبرهم وإبائهم عن الانقياد للحق، وعن عبد الله بن عمرو عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يحشر المتكبرون يوم القيامة كالذر، يلحقهم الصغار، حتى يؤتى بهم إلى سجن جهنم".

61 - {وَيُنَجِّي اللَّهُ} سبحانه وتعالى من عذاب جهنم {الَّذِينَ اتَّقَوْا} الشرك والمعاصي حال كونهم متلبسين {بِمَفَازَتِهِمْ} وظفرهم بالمطلوب الذي هو النعيم المقيم، والمفازة (?): مصدر ميمي بمعنى الفوز، كما سيأتي، والفوز: الظفر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015