قوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه لما ذكر عظمته، بأنه خالق كل شيء وهو الوكيل على كل شيء، وبيده مقاليد السموات والأرض .. أردف ذلك بذكر دلائل أخرى، تدل على كمال قدرته، وعظيم لسلطانه، فذكر مقدمات يوم القيامة، من نفخ الصور النفخة الأولى، التي يموت بها أهل الأرض جميعًا، ثم النفخة الثانية، التي يقوم بها الناس جميعًا من قبورهم، ثم ذكر الفصل بينهم للجزاء والحساب، فتوفى كل نفس جزاءً ما عملت من خير أو شر، وهو سبحانه العلم بأفعالهم جميعًا.
قوله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه لما ذكر أحوال يوم القيامة على سبيل الإجمال، بقوله: {وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ} .. فصل ذلك، فذكر ما يحل بالأشقياء من الأهوال، وما يلقونه من التأنيب والتوبيخ من خزنة جهنم على طريق السؤال والجواب التهكمي، وهو أشد وقعًا على الأبي العيوف، الذي تأبى نفسه الهوان والاحتقار.
قوله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ ...} الآيات، مناسبتها لما قبلها: أن الله سبحانه (?) لما ذكر أحوال الأشقياء، وما يلاقونه يوم القيامة من الأهوال .. أردفها بذكر أحوال السعداء، وما يلاقونه إذ ذاك من النديم، وما يقال لهم وما يقولون، ثم أخبر بأن ملائكته محدقون حول العرش، يسبّحون بحمد ربهم، ويعظّمونه، وينزهونه عن النقائص، وأنه سيقضي بين الخلائق بالعدل، وأن أولئك المتقين سيقولون: الحمد لله رب العالمين، على ما تفضّل به علينا وأنعم.
أسباب النزول
قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا ...} الآية، سبب نزولها (?): ما تقدم في سورة الفرقان من حديث الشيخين، وما أخرجه ابن أبي حاتم بسند صحيح، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: أنزلت هذه الآية في مشركي أهل مكة.