المناسبة

قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا .....} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه لما (?) أوعد الكافرين فيما سلف أردفه بذكر رحمته وفضله على عباده المؤمنين، بغفران ذنوبهم إذا هم تابوا وأنابوا إليه، وأخلصوا له العمل، ليكون في ذلك مطمع لهؤلاء الضالين، ومنبهة لهم من ضلالهم.

وعبارة "أبي حيان" هنا (?): ومناسبتها لما قبلها: أنه تعالى لما شدّد على الكفار، وذكر ما أعدّ لهم من العذاب، وأنهم لو كان لأحدهم ما في الأرض ومثله معه .. لافتدى به من عذاب الله .. ذكر ما في إحسانه من غفران الذنوب، إذا آمن العبد ورجع إلى الله، وكثيرًا تأتي آيات الرحمة مع آيات النقمة، ليرجو العبد ويخاف، وهذه الآية عامة في كل كافر يتوب، ومؤمن عاص يتوب، تمحو الذنب توبته، وقال عبد الله وعليّ وابن عمر: هذه أرجى آية في كتاب الله تعالى انتهى.

قوله تعالى: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما أوعد المشركين فيما سلف بما سيكون لم من الأهوال يوم القيامة، ووعد المتقين بما يمنحهم من الفوز والنعيم في ذلك اليوم .. أردف ذلك ذكر حالٍ لكل منهما تبدو للعيان، ويشاهدها كل إنسان يوم العرض والحساب.

قوله تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62) ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما (?) بسط الوعد والوعيد يوم القيامة لأهل التوحيد وأهل الشرك .. عاد إلى ذكر دلائل الألوهية والوحدانية، ثم انتقل إلى النعي على الكافرين في أمرهم لرسوله بعبادة الأوثان والأصنام، ثم بين أن الأنبياء جميعًا أوحي إليهم أن لا يعبدوا إلا الله وحده، وأن لا يشركوا به سواه، وأنهم إن فعلوا غير ذلك .. حبطت أعمالهم وكانوا من الخاسرين، ثم كرر النعي عليهم مرةً أخرى، بأنهم لم يعرفوا الله حق معرفته، إذ لو عرفوه .. لما جعلوا هذه المخلوقات الخسيسة مشاركةً له في العبودية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015