{سَيِّئَاتُ} أصله سوءات بوزن فيعلات، قلبت الواو ياء، وأدغمت فيها الياء، لما اجتمعتا، وسبقت إحداهما ساكنةً.
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: الطباق بين قوله: {مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ} وقوله: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ}.
ومنها: الجمع بين صيغتي الماضي والمستقبل في صلة الموصول الثاني؛ أعني قوله: {بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ} دون الأول، أعني قوله: {أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا} للإيذان باستمرارهم على الأعمال الصالحة بخلاف السيئة، كذا في "الإرشاد".
ومنها: الاستفهام التقريري في قوله: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} حيث أدخل همزة الإنكار على كلمة النفي. فأفادت معنى إثبات الكفاية وتقريرها، فصار الاستفهام تقريريًا، وكذا الحكم في قوله: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ}.
ومنها: الطباق بين قوله: {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ} وقوله: {وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ} وبين قوله: {فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} وقوله: {فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ}.
ومنها: جناس الاشتقاق في قوله: {يُضْلِلِ} و {مُضِلٍّ} وقوله: {يَهْدِ اللَّهُ} و {هَادٍ}.
ومنها: الطباق بين قوله: {بِضُرٍّ} وقوله: {بِرَحْمَةٍ}، وفي قوله: {إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ} وقوله: {أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ}.
ومنها: الجناس المغاير في قوله: {عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ}.
ومنها: المجاز في قوله: {أَفَرَأَيْتُمْ} حيث جعل الرؤية، وهو العلم الذي هو سبب الإخبار مجازًا عن الإخبار، كما في "الروح".
ومنها: التهديد في قوله: {اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ}؛ لأنه أمر تهديد.
ومنها: الاستعارة التصريحية في قوله: {عَلَى مَكَانَتِكُمْ} حيث استعار اسم