الأول: المال، فلو نفع المال لأحدٍ .. لنفع قارون، قال الله تعالى: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ}.
والثاني: الولد، فلو نفع الولد لأحد .. لنفع إبراهيم عليه السلام أباه آزر، قال تعالى: {يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا}.
والثالث: الجمال، فلو نفع الجمال .. لنفع أهل الروم؛ لأنّ لهم تسعة أعشار الجمال، قال الله تعالى: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ}.
والرابع: الشفاعة، فلو نفعت الشفاعة .. لنفع الرسول - صلى الله عليه وسلم - من أحبّ إيمانه، قال تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} كأنه قال: أنت شفيعي في الجنايات، لا شريكي في الهدايات.
والخامس: الحيلة، فلو نفعت الحيلة .. لنفع الكفار مكرهم، قال تعالى: {وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ}.
والسادس: الفصاحة، فلو نفعت الفصاحة .. لنفعت العرب، قال تعالى: {لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ}.
والسابع: العزّ، فلو نفع العزّ .. لنفع أبا جهل، قال تعالى: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49)}.
والثامن: الأصدقاء، فلو نفع الأصدقاء .. لنفعوا الفسّاق، قال تعالى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِين (67)}.
والتاسع: الأتباع، فلو نفع التبع .. لنفع الرؤساء، قال تعالى: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا}.
والعاشر: الحسب، فلو نفع الحسب .. لنفع يعقوب اليهود؛ لأنهم أولاد يعقوب، قال تعالى: {لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}.
فإذا عرفت هذه الأمور المذكورة .. فارجع يا أخي إلى الله تعالى من الأسباب الغير النافعة، وذلك بكمال الإيمان والتقوى.
45 - ثم ذكر سبحانه هفوة من هفواتهم التي تصدر منهم، وتدل على غفلة عظيمة، وتناقض بين الاعتراف بالألوهية، والإنكار لها، فقال: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ} سبحانه