موضع ضميرهم، تشريفًا لهم بالإضافة، ودلالة على أن مدار اتصافهم بالاجتناب والإنابة: كونهم نقادًا في الدين، يميزون الحق من الباطل، ويؤثرون الأفضل فالأفضل، اهـ من «الإرشاد».

ومنها: الإظهار في مقام الإضمار في قوله: {أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ} أوقع الظاهر وهو {مَنْ فِي النَّارِ} موقع المضمر؛ لأن حقه: أفأنت تنقذه، وفيه أيضًا مجاز مرسل، علاقته السببية، فقد أطلق المسبب وأراد السبب؛ لأن الضلال سبب لدخول النار، والمعنى: أفأنت تهديه بدعائك له إلى الإيمان، فتنقذه من النار، وفيه أيضًا تكرير همزة الاستفهام الإنكاري، فالأولى لإفادته، والثانية لتأكيده لطول الكلام، ولولا طوله لم يجز الإتيان بها؛ لأنه لا يصلح في العربية أن يؤتى بألف الاستفهام في اسم الشرط، وبأخرى في الجزاء، وقيل: الاتقاء بالوجه، كناية عن عدم ما يتقي به، إذ الاتقاء بالوجه لا وجه له على حد قوله:

وَلَا عَيْبَ فِيْهِمْ غَيْرَ أَنَّ سُيُوفَهُم

ومنها: الإتيان بصيغة الماضي في قوله: {وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ} للدلالة على تحقق وقوع القول، وفيه أيضًا وضع الظاهر موضع المضمر، تسجيلًا عليهم بالظلم، والإشعار بعلة الأمر في قوله: {ذُوقُوا ...} إلخ، اهـ «أبو السعود».

ومنها: الإتيان بصيغة المضارع في قوله: {ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا} لاستحضار الصورة الماضية.

ومنها: الإيجاز بالحذف في قوله: {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ} لدلالة السياق عليه حذف خبره، تقديره: كمن طبع الله على قلبه. وفيها أيضًا الاستفهام الإنكاري.

ومنها: وصف الواحد بالجمع في قوله: {مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ}. فإنه وصف الواحد وهو الكتاب بالجمع، وهو المثاني باعتبار تفاصيله؛ لأن الكتاب جملة ذات تفاصيل، فإنه يقال: القرآن أسباع، وأخماس، وسور، وآيات، وأقاصيص وأحكام، ومواعظ مكررات، كما مر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015