[24]

سماع القرآن فقال: إنا لنخشى الله، وما نسقط هؤلاء يدخل الشيطان في جوف أحدهم، وقالت أسماء بنت أبي بكر: كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تدمع أعينهم، وتقشعر جلودهم عند سماع القرآن، قيل لها: إن قومًا اليوم إذا سمعوا القرآن، خر أحدهم مغشيًا عليه، فقالت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وقال ابن سيرين: بيننا وبين هؤلاء الذين يصرعون عند قراءة القرآن، أن يجعل أحدهم على حائط باسطا رجليه، ثم يقرأ عليه القرآن كله، فإن رمى بنفسه فهو صادق والإشارة في قوله {ذلِكَ} إلى الكتاب الموصوف بتلك الصفات، و {هُدَى اللَّهِ} خبره؛ أي: ذلك الكتاب الذي شرح أحواله هدى الله سبحانه {يَهْدِي بِهِ}؛ أي: بذلك الكتاب {مَنْ يَشاءُ} أن يهديه من المؤمنين المتقين كما قال: {هُدىً لِلْمُتَّقِينَ} لصرف مقدوره إلى الاهتداء، بتأمله فيما في تضاعيفه من الشواهد الخفية، ودلائل كونه من عند الله تعالى، أو إلى ذينك الوصفين من الاقشعرار واللين؛ أي: ذلك المذكور أثر هداية الله تعالى؛ أي: ذلك الخوف من عذاب الله، والرجاء في رحمته علامة هداية الله، وتوفيقه للإيمان.

{وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ}؛ أي: يخلق فيه الضلالة لصرف قدرته إلى مباديها، وإعراضه عما يرشده إلى الحق بالكلية، وعدم تأثره بوعده ووعيده أصلًا {فَما لَهُ}؛ أي: لذلك الضال {مِنْ هادٍ} يهديه إلى الحق، ويخلصه من ورطة الضلال. وفي «التأويلات النجمية»: {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ} بأن يكله إلى نفسه وعقله، ويحرمه من الإيمان بالأنبياء ومتابعتهم، وقرأ الجمهور: {مِنْ هادٍ} بغير ياء. وقرأ ابن كثير، وابن محيصن بالياء.

24 - والهمزة (?) في قوله: {أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ} للاستفهام الإنكاري، داخلة على محذوف معلوم من السياق، والفاء عاطفة على ذلك المحذوف، و {مَنْ} موصولة، والخبر محذوف، والتقدير: أكل الناس سواء، فمن شأنه وهو الكافر أن يتقي نفسه، ويحفظها بوجهه الذي هو أشرف أعضائه. {سُوءَ الْعَذابِ}؛ أي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015