[30]

القرآن عبيد وصبيان، لا علم لهم بتأويله، حفظوا حروفه، وضيعوا حدوده، حتى إن أحدهم ليقول: والله لقد قرأت القرآن، فما أسقطت منه حرفًا، وقد والله أسقطه كله، ما يرى للقرآن عليه أثر في خلق ولا عمل، والله ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، والله ما هؤلاء بالحكماء، ولا الورعة لا أكثر الله في الناس من مثل هؤلاء، فمن (?) اقتفى بظاهر المتلو، كان مثله، كمثل من له لقحة درور لا يحلبها، ومهرة نتوج لا يستولدها قال أنس رضي الله عنه: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تعوّذوا بالله من فخر القراء، فإنهم أشد فخرًا من الجبابرة». ولا أحد أبغض إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، من قارىء متكبر. وعن علي رضي الله عنه: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تعوذوا بالله من دار الحزن، فإنها إذا فتحت، استجارت منها جهنم سبعين مرة، أعدها الله للقراء المرائين بأعمالهم، وإن شر القراء لمن يزور الأمراء». وفي سلسلة الذهب للمولى الجامي رحمه الله تعالى: رب تال، يفوه بالقرآن، وهو يفضي به إلى الخذلان.

قصص سليمان حين عُرض عليه الصافنات الجياد

30 - ثم أخبر سبحانه، بأن من جملة نعمه على داود، أنه وهب له سليمان ولدًا، فقال: {وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ}؛ أي: وآتينا داود ابنًا يسمى سليمان من (?) المرأة التي أخذها من أوريا. والهبة (?): عطاء الواهب بطريق الإنعام والإحسان لا بطريق العوض والجزاء، الموافق لأعمال الموهوب له. فسليمان النعمة التامة على داود؛ لأن الخلافة الظاهرة الإلهية، قد كملت لداود، وظهرت أكمليتها في سليمان، وكذا على العالمين لما وصل منه إليهم من آثار اللطف والرحمة، وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال: أولادنا من مواهب الله، ثم قرأ: {يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ}.

وروي: أن داود عليه السلام، عاش مئة سنة، ومات يوم السبت فجأة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015