الملتف بعضه على بعضه لكثرته. قيل: نسبوا إلى الأيكة لأنهم كانوا يسكنونها. وقيل: هي اسم بلد لهم. وقوله: {أُولئِكَ الْأَحْزابُ} بدل (?) من الطوائف المذكورة؛ أي: كذب أولئك المذكورون المتحزبون؛ أي: المجتمعون على تكذيب أنبيائهم ورسلهم الذين أرسلوا إليهم، أو المعنى: أولئك المذكورون من الأمم هم الأحزاب، الذين تحزبوا على تكذيب أنبيائهم، كما تحزب على تكذيبك قومك. ولكن هؤلاء الذين قصهم الله علينا من الأمم السالفة، هم أكثر منهم عددًا، وأقوى أبدانًا، وأوسع أموالًا وأعمارًا. ويجوز أن يكون مبتدأ خبره محذوف؛ أي: هؤلاء الذين تحزبوا على الرسل، كالأحزاب الذين تحزبوا عليك.
14 - وقوله: {إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ} كلام مستأنف جيء به تهديدًا لما يعقبه. و {إِنْ}: نافية. والمعنى: ما كان حزب من أولئك الأحزاب، إلا كذب جميع الرسل؛ لأنه تكذيب الحزب لرسوله المرسل إليه، تكذيب لجميع الرسل. أو المعنى (?): ما كل حزب وجماعة من أولئك الأحزاب، إلا كذب رسوله على نهج مقابلة الجمع بالجمع، لتدل على انقسام الآحاد على الآحاد، كما في قولك: ركب القوم دوابهم. والاستثناء مفرّغ من (?) أعم الأحكام في حيز المبتدأ؛ أي: ما كل واحد منهم محكوم عليه بحكم، إلا محكومًا عليه بأنه كذب الرسل. أو من (?) أعم الأحوال؛ أي: ما كل أحد من الأحزاب في جميع أحواله، إلا وقع منه تكذيب الرسل. ويجوز (?) أن يكون قوله: {أُولئِكَ الْأَحْزابُ}: مبتدأ، وقوله: {إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ}: خبره محذوف الرابط. والمعنى: أولئك الأحزاب ما كل واحد منهم إلا كذب الرسل. {فَحَقَّ}؛ ثبت، ووقع، ووجب