ثالثًا على استهانتهم الملائكة بجعلهم إناثًا، ثم أبطل كلًا من هذين بالحجة، التي لا يجد العاقل محيصًا عن التصديق بها والإذعان لها.
قوله تعالى: {فَإِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه لما أثبت فساد آراء المشركين ومذهبهم .. أتبع ذلك بما نبه به، إلى أن هؤلاء المشركين، لا يقدرون على حمل أحد على الضلال، إلا إذا كان مستعدًا له، وقد سبق في حكم الله تعالى، أنه من أهل النار، وأنه لا محالة واقع فيها. ثم حكى اعتراف الملائكة بالعبودية تنبيهًا إلى فساد قول من ادعى، أنهم أولاد الله تعالى، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.
قوله تعالى: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ ...} الآيات، مناسبتها لما قبلها: أن الله سبحانه لما هدد (?) المشركين بقوله: {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} .. أردفه بما يقوي قلب رسوله - صلى الله عليه وسلم - بوعده بالنصر، والتأييد، كما جاء في آية أخرى: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي}.
أسباب النزول
قوله تعالى: {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا ...} الآية، سبب نزولها (?): ما أخبره جويبر عن الضحاك عن ابن عباس، قال: أنزلت هذه الآية في ثلاثة أحياء من قريش: سليم وخزاعة وجهينة.
قوله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ...} سبب نزوله: ما أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» عن مجاهد قال: قال كبار قريش: الملائكة بنات الله، فقال لهم أبو بكر الصديق: فمن أمهاتهم؟ قالوا: بنات سراة الجن. فأنزل الله: {وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ ..} الآية.
قوله تعالى: {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ ...} الآية، سبب نزولها: ما أخرجه ابن أبي حاتم عن يزيد بن أبي مالك، قال: كان الناس يصلون متبددين، فأنزل الله: