لم يكذبه، ولم يحضر في العذاب، وهم الذين أخلصهم الله تعالى بتوفيقهم للإيمان، والعمل بموجب الدعوة والإرشاد.
والمعنى: أي إلا قومًا منهم أخلصوا العمل لله، وأنابوا إليه، فأولئك يجزون الجزاء الأوفى على ما أسلفوا من عمل صالح، وقدموا من ذخر طيب.
129 - {وَتَرَكْنا عَلَيْهِ}؛ أي: وأبقينا على إلياس {فِي الْآخِرِينَ} من الأمم
130 - {سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ (130)} أي: هذا الكلام بعينه، فيدعون له، ويثنون عليه إلى يوم القيامة. وهو لغة (?) في إلياس كسيناء في سينين، فإن كلا من طور سيناء وطور سينين بمعنى الآخر، زيد في أحدهما الياء والنون، فكذا إلياس وإلياسين. وقرىء بإضافة {آل} إلى {ياسين}؛ لأنهما في المصحف مفصولان. فيكون ياسين أبا إلياس، والآل هو نفس إلياس. وقرأ (?) زيد بن علي، ونافع، وابن عامر {على إل ياسين}، وزعموا أن {آل} مفصولة في المصحف، و {ياسين} اسم لإلياس. قيل: اسم لأبي إلياس؛ لأنه إلياس بن ياسين، وآل ياسين هو ابنه إلياس. وقرأ باقي السبعة {على إلياسين} بهمزة مكسورة؛ أي: إلياسيين. جمع المنسوبين إلى إلياس معه، فسلم عليهم. وهذا يدل على أن من قومه من كان تبعه على الدين، وكل واحد ممن نسب إليه كأنه إلياس، فلما جمعت خففت ياء النسبة بحذف إحداهما كراهة التضعيف، فالتقى ساكنان الياء فيه وحرف العلة الذي للجمع، فحذفت لالتقائهما كما الأشعرون في جمع أشعري، والأعجمون في جمع أعجمي. وحكى أبو عمرو: أن مناديًا نادى يوم الكلاب هلك اليزيديون، وقال الزمخشري: لو كان جمعا لعرّف بالألف واللام. وقرأ أبو جعفر، والحسن {على الياسين} بوصل الألف على أنه جمع يراد به: إلياس وقومه المؤمنون، وحذفت ياء النسب كما قالوا: الأشعرون، والألف واللام دخلت على الجمع، واسمه على هذا ياس. وقرأ ابن مسعود، ومن ذكر معه أنه قرأ إدريس {سلام على إدراسين}. قال ابن جني: العرب تتلاعب بالأسماء الأعجمية تلاعبًا، فياسين،