[126]

[127]

[128]

الشام، وهو البلد المعروف اليوم ببعلبك، وكان من ذهب، طوله عشرون ذراعًا كما مر في القصة.

أي: أتعبدون صنمًا عملتموه ربًا {وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ}؛ أي: وتتركون عبادة أحسن من يقال له خالق. ثم إن الخلق حقيقة في الاختراع والإنشاء والإبداع، ويستعمل أيضًا بمعنى التقدير والتصوير، وهو المراد به هاهنا؛ لأن الخلق، بمعنى: الاختراع لا يتصور من غير الله تعالى، حتى يكون هو أحسنهم. والمعنى: أحسن المصورين أو أحسن الخالقين لو وجدوا.

126 - وانتصاب الاسم الشريف في قوله: {اللَّهَ رَبَّكُمْ} على أنه بدل من {أَحْسَنَ} هذا على (?) قراءة حمزة، والكسائي، والربيع بن خيثم، وابن أبي إسحاق، ويحيى بن وثاب، والأعمش. فإنهم قرؤوا بنصب الاسمين. وقيل: النصب على المدح. وقيل: على عطف البيان. وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، وأبو جعفر، وشيبة، ونافع بالرفع. قال أبو حاتم: بمعنى هو الله ربكم. قال النحاس، وأولى ما قيل: إنه مبتدأ وخبر بغير إضمار ولا حذف. وحكي عن الأخفش: أن الرفع أولى وأحسن. قال ابن الأنباري: من رفع أو نصب لم يقف على {أَحْسَنَ الْخالِقِينَ} على جهة التمام؛ لأن الله مترجم عن أحسن الخالقين على الوجهين جميعًا. والمعنى: إنه خالقكم وخالق من قبلكم، فهو الذي تحق له العبادة.

وقوله: {وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ} معطوف على {رَبَّكُمْ} على كلا الوجهين. والتعرض لذكر ربوبيته تعالى لآبائهم، للإشعار ببطلان آرائهم أيضًا

127 - {فَكَذَّبُوهُ}؛ أي: إلياس. {فَإِنَّهُمْ}؛ أي: فإن قومه بسبب تكذيبهم إياه {لَمُحْضَرُونَ}؛ أي: لمدخلون في النار والعذاب، لا يغيبون منها، ولا يخفف عنهم كقوله: {وَما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِينَ}، لأن الإحضار المطلق مخصوص بالشر عرفًا.

128 - وقوله: {إِلَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (128)} استثناء متصل من فاعل {كذبوه}. فيه دلالة على أن من قومه من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015