أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (37) مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا (38) الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (39) مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44)}.
المناسبة
قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ...} الآية، مناسبة هذه الآية لما قبلها: أن الله سبحانه لما ذكر (?) زيادة عقابهن إذا أتين بفاحشة مبينة .. أتبعه بذكر ثوابهن إذا هن عملن صالح الأعمال، مع ما هيأه لهن من الرزق الكريم في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا يوفقن إلى إنفاق ما يرزقن على وجه يكون لهن فيه عظيم الأجر والثواب، ولا يخشين من أجله العقاب، وفي الآخرة يرزقن ما لا يحد ولا يوصف من غير نكد ولا كدرٍ.
وقوله تعالى: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه لما ذكر ما اختصَّ به أمهات المؤمنين من مضاعفة العذاب والثواب .. أردف ذلك بيان أن لهن مكانة على بقية النساء، ثم نهاهن عن رخامة الصوت، ولين الكلام إذا هن استقبلن أحدًا، حتى لا يطمع فيهن من في قلبه نفاق، ثم أمرهن بالقرار في بيوتهن، ونهاهن عن إظهار محاسنهن، كما يفعل ذلك أهل الجاهلية الأولى، ثم أمرهن بأهم أركان الدين، وهو إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وطاعة الله ورسوله فيما يأمر وينهى؛ لأنه تعالى أذهب الآثام عن أهل البيت، وطهرهن تطهيرًا، ثم أمرهن بتعليم غيرهن القرآن، وما يسمعنه من النبي - صلى الله عليه وسلم -.
قوله تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ ...} الآية، مناسبتها لما قبلها: أن الله سبحانه لما أمر نساء نبيه - صلى الله عليه وسلم - بأشياء، ونهاهن عن أخرى .. ذكر هنا ما أعد