يتحصن به ويمتنع، قال الشاعر:
فَأصْبَحَتِ النِّيْرَانُ صَرْعَى وَأَصْبَحَتْ ... نِسَاءُ تَمِيْمٍ يَبْتِدِرْنِ الصَّيَاصِيَا
وفي "القاموس": والصيصية: شوكة الحائك يسوي بها السدى واللحمة، وشوكة الديك التي في رجله، وقرن البقر والظباء، والحصن وكل ما امتنع به. انتهى.
{وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا} والأسر: الشد بالقيد، وسمي الأسير بذلك، ثم قيل لكل مأخوذٍ مقيدٍ، وإن لم يكن مشدودًا بذلك.
{لَمْ تَطَئُوهَا}: من وطىء يطأ وطئًا: إذا مشى على الأرض.
{فَتَعَالَيْنَ}: فعل أمر مبني على سكون الياء ونون النسوة فاعل، كما مر، وأصل الأمر أن يكون الآمر أعلى مكانًا من المأمور، فيدعوه أن يرفع نفسه إليه، ثم كثر استعماله حتى صار معناه أقبل، وقال صاحب "الروح" أصل تعالى أن يقوله من في المكان المرتفع لمن في المكان المنخفض، ثم كثر حتى استوت في استعماله الأمكنة كلها, ولم يرد حقيقة الإقبال والمجيء، بل أراد أجبن علي ما أعرض عليكن، وأقبلن بإرادتكن واخيتاركن لإحدى الخصلتين، كما مر.
{وَأُسَرِّحْكُنَّ}: السرح: شجرة له ثمرة، وأصله: سرحت الإبل: إذا أرسلتها لرعي السرح، ثم جعل لكل إرسال في الشرعي، والتسريح في الطلاق: مستعار من تسريح الإبل؛ كالطلاق في كونه مستعارًا من طلاق الإبل.
{بِفَاحِشَةٍ}: قال الراغب: الفاحشة ما عظم قبحه من الأفعال والأقوال. انتهى.
{ضِعْفَيْنِ}: مثنى ضعف بكسر الضاد، يقال: ضعف الشيء: مثله في المقدار أو مثله وزيادة غير محصورة، فقولهم: لك ضعفه، يعني لك مثلاه أو ثلاثة أمثاله أو أكثر، وفي "المصباح": ضعف الشيء: مثله، وضعفاه: مثلاه، وأضعافه: أمثاله. وقال الخليل: التضعيف: أن يزاد على أصل الشيء فيجعل مثليه وأكثر، وكذلك الأضعاف والمضاعفة، وقال الأزهري: الضعف في كلام