إلى البادية، وهي خلاف الحاضرة، يقال: لقد بدوت يا فلان؛ أي: نزلت البادية وصرت بدويًا، ومالك والبداوة، وتبدى الحضري: إذا سكن البادية، ويقال: أين الناس؟ فتقول: لقد بدوا؛ أي: خرجوا إلى البادية، وكانت لهم غنيمات يبدون إليها.

{فِي الْأَعْرَابِ}: قال في "القاموس وشرحه": العرب: بالضم والتحريك، خلاف العجم مؤنث، وهم سكان الأمصار، أو عام، والأعراب منهم: سكان البادية، لا واحد له، ويجمع على أعاريب، وعرب وعاربة وعرب عرباء، وعرب وعربة صرحاء، وعرب متعربة، وعرب مستعربة، دخلاء، والمعنى هنا: خارجون إلى البدو، مقيمون بين أهله.

{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ}: قال الراغب: الأسوة بضم الهمزة والإسوة بكسرها: كالقدوة، والقدوة: الحالة التي يكون الإنسان عليها في اتباع غيره، حسنًا كان أو غيره، ضارًا أو غيره، ويقال: تأسيت به؛ أي: اقتديت. اهـ. والأسوة: بمعنى الاقتداء، وهي اسم وضع موضع المصدر، وهو الائتساء كالقدوة من الاقتداء، وائتسى فلان بفلان؛ أي: اقتدى به. اهـ. "سمين".

وفي "المصباح": الإسوة بكسر الهمزة وضمها: القدوة، وتأسيت به وائتسيت: اقتديت. اهـ.

{فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ}؛ أي: مات، والنحب: النذر، ووقع قولهم: قضى نحبه عبارة عن الموت, لأن كل حي لا بد له من أن يموت، فكأنه نذر لازم في رقبته، فإذا مات .. فقد قضى نحبه؛ أي: نذره، والنذر: بفتح النون، وقد وهم صاحب "المنجِد" فضبطه بكسرها، وهذا غريب. وفي "المصباح": نحب نحبًا من باب ضرب بكى، والاسم: النحيب، ونحب نحبًا من باب قتل نذر، وقضى نحبه مات أو قتل في سبيل الله، وفي التنزيل: {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ}. انتهى. وفي "القرطبي": والنحب: النذر والعهد والموت والحاجة والمدة. {بِغَيْظِهِمْ}: والغيظ أشد الغضب، وهو الحرارة التي يجدها الإنسان من ثوران دم قلبه.

{مِنْ صَيَاصِيهِمْ}؛ أي: من حصونهم، جمع صيصية بالكسر، وهي كل ما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015