وقرأ نافع وحمزة وعاصم والكسائي (?): {يُضَاعَفْ} بألف وفتح العين، والحسن وعيسى وأبو عمرو: بالتشديد وفتح العين، والجحدري وابن كثير وأبو عامر: بالنون وشد العين مكسورةً، وزيد بن علي وابن محيصن وخارجة عن أبي عمرو: بالألف والنون والكسر، وفرقة: بياء الغيبة والألف والكسر، ومن فتح العين، رفع العذاب، ومن كسرها نصبه، ومعنى ضعفين؛ أي: عذابين، فيضاف إلى عذاب سائر الناس عذاب آخر.
قال في "الأسئلة المقحمة": ما وجه تضعيف العذاب لزوجات النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ الجواب: لما كان فنون نعم الله عليهن أكثر، وعيون فوائده لديهن أظهر، من الاكتحال بميمون غرة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وترداد الوحي إلى حجراتهن، بإنزال الملائكة، فلا جرم كانت عقوبتهن عند مخالفة الأمر من أعظم الأمور وأفخمها، ولذا قيل: إن عقوبة من عصى الله تعالى عن العلم، أكثر من عقوبة من يعصيه عن الجهل، وعلى هذا أبدًا. وحد الحر أعظم من حدّ العبد، وحدّ المحصن أعظم من حدّ غير المحصن؛ لهذه الحقيقة. انتهى. وعوتب (?) الأنبياء بما لا يعاتب به الأمم.
والحاصل: أن الذنب يعظم بعظم جانبه، وزيادة قبحه متابعة لزيادة شرف المذنب والنعمة، فلما كانت الأزواج المطهرة أمهات المؤمنين؛ وأشراف نساء العالمين .. كان الذنب منهن أقبح، على تقدير صدوره، وعقوبة الأقبح أشد وأضعف.
وفي "التأويلات النجمية": يشير إلى أن الثواب والعقاب بقدر نفاسة النفس وخستها، يزيد وينقص, وأن زيادة العقوبة على الجرم من أمارات الفضيلة، كحدّ الحر والعبد، وتقليل ذلك من أمارات النقص. انتهى.