والظبي وشوكة الديك، وهي في مخلبته التي في ساقه؛ لأنه يتحصن بها ويقاتل.
أي: وأنزل الله (?) يهود بني قريظة الذي عاونوا الأحزاب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأخرجهم من حصونهم وقصورهم، بعد أن نقضوا العهد، بسفارة حيي بن أخطب النضيري، إذ لم يزل بزعيمهم كعب بن أسد حتى نقض العهد، وكان مما قاله له: جئتك بعز الدهر، أتيتك بقريش وأحابيشها، وغطفان، وأتباعها, ولا يزالون هاهنا حتى يستأصلوا محمدًا وأصحابه، فقال له كعب: بل والله جئتني بذل الدهر، ويحك يا حيي إنك مشؤوم، فدعنا منك، فلم يزل يحاوله حتى أجابه، واشترط له حيي إن ذهب الأحزاب، ولم يكن من أمرهم شيء، أن يدخل معهم في الحصين، فيكون أسوتهم.
ولما أيد الله المومنين، وكبت أعداءهم وردهم خائبين، ورجعوا إلى المدينة، ووضع الناس سلاحهم .. أوحي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أن انهض إلى بني قريظة من فورك، فأمر الناس بالسير إليهم، وكانوا على أميال من المدينة بعد صلاة الظهر، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "لا يصلين أحد منكم العصر إلا في بني قريظة" فسار الناس، فأدركتهم الصلاة فصلى بعض في الطريق، وقال آخرون: لا نصليها إلا في بني قريظة، فلم يعنف واحدًا من الفريقين.
{وَقَذَفَ} الله سبحانه وتعالى؛ أي: ألقى ورمى {فِي قُلُوبِهِمُ}؛ أي: في قلوب اليهود الذين ظاهروا الأحزاب {الرُّعْبَ}؛ أي: الخوف والفزع الشديد، حتى سلموا أنفسهم للقتل، وأهليهم وأولادهم للأسر، حسبما ينطق به قوله: {فَرِيقًا تَقْتُلُونَ} يعني رجالهم {وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا} يعني نساءهم وصبيانهم من غير أن يكون من جهتهم حركة، فضلًا عن المخالفة، وهذه الجملة: مبينة ومقررة لقذف الرعب في قلوبهم.
وقرأ الجمهور (?): {تقتلون وتأسرون} بالفوقية على الخطاب وكسر السين، وقرأ أبو حيوة: بضمها، وقد حكى الفراء كسر السين وضمها، فهما لغتان. وقرأ