أحدها: أن الظلمات: الأجسام , والنور: الأرواح. الثاني: أن الظلمات: أعمال الأبدان , والنور: ضمائر القلوب. والثالث: أن الظلمات: الجهل , والنور: العلم. {ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} أي يجعلون له مع هذه النَّعَمْ عِدْلاً , يعني مثلاً. وفيه قولان: أحدهما: أنهم يعدلون به الأصنام التي يعبدونها. والثاني: أنهم يعدلون به إلهاً غيره لم يُخْلَق مثل خلقه. {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسَمَّى عِندَهُ} في هذين الأجلين أربعة أقاويل: أحدها: أن الأجل الأول الذي قضاه أجل الحياة إلى الموت , والأجل الثاني المسمى عنده أجل الموت إلى البعث , قاله الحسن , وقتادة. الثاني: أن الأجل الأول الذي قضاه أجل الدنيا , والأجل الثاني المسمى عنه ابتداء الآخرة , قاله ابن عباس , ومجاهد. والثالث: أن الأجل الأول الذي قضاه هو حين أخذ الميثاق على خلقه في ظهر آدم , والأجل الثاني المسمى عنده الحياة في الدنيا , قاله ابن زيد. والرابع: أن الأجل الذي قضاه أجل من مات , والأجل المسمى عنده أجل من يموت بعد , قاله ابن شجرة. {تَمْتَرُونَ} فيه وجهان: أحدهما: تشكون , والامتراء: الشك. والثاني: تختلفون , مأخوذ من المراء وهو الاختلاف.