عن عائشة أنه شربه عند حفصة وروى ابن أبي مليكة عن ابن عباس أنه شربه عند سودة. وروى أسباط عن السدي أنه شربه عند أم سلمة , فقال يعني نساؤه عدا من شرب ذلك عندها: إنا لنجد منك ريح المغافير , وكان يكره أن يوجد منه الريح , وقلن له: جَرَسَتْ نحلة العُرفُط , فحرّم ذلك على نفسه , وهذا قول من ذكرنا. الثالث: أنها مارية أم إبراهيم خلا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت حفصة بنت عمر وقد خرجت لزيارة أبيها , فلما عادت وعلمت عتبت على النبي صلى الله عليه وسلم فحرمها على نفسه أرضاء لحفصة , وأمرها أن لا تخبر أحداً من نسائه , فأخبرت به عائشة لمصافاة كانت بينهما وكانت تتظاهران على نساء النبي صلى الله عليه وسلم أي تتعاونان , فحرّم مارية وطلق حفصة واعتزل سائر نسائه تسعة وعشرين يوماً , وكان جعل على نفسه أن يُحرّمهن شهراً , فأنزل اللَّه هذه الآية , فراجع حفصة واستحل مارية وعاد إلى سائر نسائه , قاله الحسن وقتادة والشعبي ومسروق والكلبي وهو ناقل السيرة. واختلف من قال بهذا , هل حرّمها على نفسه بيمين آلى بها أم لا , على قولين: أحدهما: أنه حلف يميناً حرّمها بها , فعوتب في التحريم وأُمر بالكفارة في اليمين، قاله الحسن وقتادة والشعبي. الثاني: أنه حرّمها على نفسه من غير يمين , فكان التحريم موجباً لكفارة اليمين، قاله ابن عباس. {قد فَرَضَ اللَّهُ لكم تَحِلَّةَ أيْمانِكم} فيه وجهان: أحدهما: قد بيّن الله لكم المخرج من أيمانكم.