الصَّدَقَةِ كَمَانِعِهَا) وقيل: إنها نزلت في ثابت بن قيس بن شماس وقد تصدق بجميع ثمرته حتى لم يبق فيها ما يأكله. والثاني: هو أن يأخذ السلطان منه فوق الواجب عليه , قاله ابن زيد. والثالث: هو أن يمنع رب المال من دفع القدر الواجب عليه , قاله سعيد بن والمسيب. والرابع: أن المراد بهذا السرف ما كانوا يشركون آلهتهم فيه من الحرث والأنعام , قاله الكلبي. والخامس: هو أن يسرف في الأكل منها قبل أن يؤدي زكاتها , قاله ابن بحر. قوله عز وجل: {وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً} فيه ثلاثة أقاويل: أحدها: أن الحمولة كبار الإبل التي يُحْمَلُ عليها , والفرش صغارها التي لا يحمل عليها , مأخوذ من افتراش الأرض بها على الاستواء كالفرش. وقال ابن بحر الافتراش الإضجاع للنحر , فتكون الحمولة كبارها , والفرش صغارها , قال الراجز:
(أورثني حمولة وفرشا ... أمشّها في كل يوم مشّا)
أي أمسحها , قاله ابن مسعود , والحسن , ومجاهد. والثاني: أن الحَمُولة ما حُمِلَ عليه من الإبل والبقر , والفرش: الغنم , قاله ابن عباس , وقتادة , ومنه قول ابن مسلمة:
(وحوينا الفرش من أنعامكم ... والحمولات وربات الحجل)
والثالث: أن الحملة ما حمل من الإبل , والبقر , والخيل , والبغال , الحمير , والفرش ما خلق لهم من أصوافها وجلودها. {كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ} يحتمل وجهين: أحدهما: من الحمولة ليبين أن الانتفاع بظهرها لا يمنع من جواز أكلها. والثاني: أنه إذن منه في عموم أكل المباح من أموالهم , ونهى عن أكل ما لا يملكونه.