(50)

(51)

(52)

راجعًا إلى أهل النفاق، والتأويل الأول إلى أهل الكفر الذين أظهروا التكذيب.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) أي: العذاب حسرة عليهم يوم القيامة؛ لأنه شافع مشفع لمن اتبعه وعمل بما فيه، وما حل، مصدق لمن نبذه وراء ظهره ولم يعمل به، فهو حسرة عليهم؛ لأنه يخاصمهم، فيخصمهم ويشهد عليهم، فيصدق في شهادته.

أو يذكرون يوم القيامة معاملتهم بالقرآن، فيندمون عليه، ويزيدهم حسرة؛ لأنهم كانوا إذا تلي عليهم القرآن في الدنيا ازدادوا عند تلاوته ضلالًا وكفرًا، وازدادوا به رجسًا إلى رجسهم، كما قال اللَّه تعالى: (وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ)، وهو ليس بسبب لازدياد الرجس، ولكنهم كانوا يحدثون زيادة تكذيب وضلال عند التلاوة؛ فأضيفت الزيادة إلى القرآن؛ إذ كان القرآن هو الذي يحملهم على زيادة التكذيب؛ فهذه المعاملة تزيدهم حسرة يوم القيامة؛ فأضيفت إلى القرآن؛ إذ كان القرآن هو الذي عنده وقعوا فيه، كما أضيف الرجس إليه، واللَّه أعلم.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ - (وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) والأصل: أن الحق اسم لما يحمد عليه، فحقه أن ينظر فيما تستعمل هذه اللفظة، فيصرفها إلى أحمد الوجوه، فإذا استعملت في الإخبار أريد بها الصدق؛ نحو أن يقال: " هذا خبر حق "؛ أي: صدق، وإذا استعملت في الحكم أريد بها: العدل، وإذا استعملت في الأقوال والأفعال، أريد بها: الإصابة؛ فقوله: (وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ) أي: صدق ويقين أنه من رب العالمين، فهو صلة قوله - عز وجل -: (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ).

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ - (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52) قيل: صَلِّ.

وقيل: اذكره بالاسم الذي إذا سميت كان تسبيحًا، أي تنزيهًا عن كل ما قالت فيه الملاحدة، وما نسبت إليه مما لا يليق به، واللَّه الهادي وعليه التكلان.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015