الكسرة علامة لها أو كلام يشبه هذا.
قال أَبُو عَوْسَجَةَ: نكيري: عقوبتي.
وقَالَ الْقُتَبِيُّ: أي: إنكاري.
وقوله: (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (46)
قَالَ بَعْضُهُمْ: (بِوَاحِدَةٍ) أي: بكلمة الإخلاص والتوحيد.
وقَالَ بَعْضُهُمْ: أي: بطاعة اللَّه.
وقَالَ بَعْضُهُمْ: (بِوَاحِدَةٍ) أي: بكلمة واحدة؛ كقول الرجل لصاحبه: أكلمك كلمة واحدة، واسمع مني كلمة.
لكن الواحدة التي وعظهم بها عندنا ما ذكر على أثره حيث قال: (أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى) جميعًا (وَفُرَادَى) وتتفكروا وتنظروا فيما بينكم: هل رأى أحد منكم به جنونًا قط؟
وقَالَ بَعْضُهُمْ: يريد بالمثنى: أن يتناظر الرجلان في أمر النبي، (وَفُرَادَى)، أي: تفكير واحد.
وقَالَ بَعْضُهُمْ: يريد بالمثنى: أن يتناظر الرجلان في أمر النبي؛ فإن ذلك ما دل على أن النبي ليس بمجنون، ولا كذاب على ما تزعمون.
ثم كان الذي حملهم على أن نسبوه إلى الجنون وجوهًا:
أحدها: أنهم رأوه قد خالف الفراعنة والجبابرة الذين كانوا يقتلون من خالفهم على الغضب في أدنى شيء بلا أعوان ولا أتباع له، فقالوا: لا يخاطر بهذا إلا من به جنون؛ فنسبوه إلى الحنون.
والثاني: أنهم رأوه قد خالف دينهم ودين آبائهم جملة من بينهم، فقالوا: لا يحتمل أن يصيب دينًا بعقله من بين الكل لا يصيب أحد ذلك، فاتهموه في العقل.
والثالث: أنه كان في حال صغره وصباه، لم يروه اشتغل بشيء من اللعب وخالط الصبيان في شيء من أمورهم، بل اعتزلهم من حال صباه إلى آن الوقت الذي بلغ، فقالوا: إن به جنونًا وإلا لم يعتزل الناس كل هذا الاعتزال.
ثم أخبر أنكم لو تفكرتم ونظرتم ثم عرفتم أن ليس بصاحبكم جنون: (إِنْ هُوَ) أي: