والكالح: العابس.
وقوله: (أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (105)
كذلك كانوا يكذبون، وقد ذكرناه في غير موضع.
وقوله: (قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (106)
أما ما قال أهل التأويل: غلبت علينا من الشقاوة فإنه لا يحتمل؛ لأنهم يقولون ذلك القول؛ اعتذارًا لما كان منهم من التفريط في أمره والتضييع؛ فلا يحتمل أن يطلبوا لأنفسهم عذرا فيما كان منهم؛ إذ لو كان ما ذكر أُولَئِكَ لكان في ذلك طلب العذر لأنفسهم، وهم في ذلك الوقت لا يطلبون عذرا لأنفسهم؛ ولكن يقرون بما كان منهم؛ كقوله: (فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ)، لكن يحتمل وجهين:
أحدهما: يقولون: ربنا شقينا بأعمالنا التي عملناها، وظلمنا أنفسنا، وكنا قومًا ضالين.
والثاني: عملنا أعمالا استوجبنا بتلك الأعمال جزاء؛ فنحن أولى بذلك الجزاء، فغلب علينا جزاء تلك الأعمال، أو كلام نحو هذا.
وأما ما قاله أُولَئِكَ من أهل التأويل: (غَلَبَتْ)، أي: كتبت فهو بعيد؛ لأنه إنما يكتب ما يفعل العبد وما يعلم أنه يختاره لا يكتب غير الذي علم أنه يفعله ويختاره، والله أعلم.
قوله: (رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107)
قوله: (فَإِنَّا ظَالِمُونَ): ظلم عيان، وظلم ظاهر، وإلا قد كانوا أقزوا بالظلم بقولهم: (فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ).
وقوله: (وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ): قد أقروا بالظلم، لكنهم أقروا بظلم خبر وظلم سماع، لا ظلم عيان؛ فقالوا: (أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ): ظلم عيان، والله أعلم.
وقوله: (قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108)
قَالَ بَعْضُهُمْ: قوله: (اخْسَئُوا)، أي: اسكتوا.