(102)

(104)

يسألون عن شيء ولا يسألون عن آخر، وروي في الخبر عن رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: " كلُّ نَسَب كانَ فهو منقطعٌ إلا نسبي " أو كلام نحو هذا، ثم يحتمل قوله: " إلا نسبي " وجهين:

أحدهما: الشفاعة له في أنسابه، لا يكون ذلك لغيره في نسبه؛ فإذا أراد هذا فهو على حقيقة نسبه.

والثاني: أراد بقوله: " إلا نسبي ": المعين له في دينه؛ لأن كل من اتبعه فقد انتسب إليه؛ فكأنه قال: إن كل ذى شفاعة دوني فهو منقطع إلا شفاعتي، فيمن اتبعني وانتسب إلي بقبوله ديني.

وقوله: (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102)

جائز أن يكون قوله: (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ)، أي: من عظم قدره ومنزلته عند الله بالأعمال التي عملوها من الصالحات والحسنات فهو من المفلحين، ومن خفت منزلته وقدره عند اللَّه بالأعمال الخبيثة السيئة فهو من الذين خسروا أنفسهم، واللَّه أعلم.

وقد ذكرنا أقاويل أهل التأويل في الموازين فيما تقدم.

وقوله: (تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104)

قَالَ بَعْضُهُمْ: لفحتهم النار لفحة؛ فلم تدع لحفا على عظم إلا ألقته.

(وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ)، قَالَ بَعْضُهُمْ: عابسون.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: تلفح، أي: تنفح.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: تلفح: تشوي وتحرق، وذلك عادة النار أنها تعمل كل هذا العمل.

وقال أَبُو عَوْسَجَةَ: تلفح، أي تضرب، واللفح: الضرب، يقال: لفحته النار، أي: ضربته؛ فأحرقت وجهه، تلفح لفحًا فهي لافحة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015