عليهم والثناء على قول قوم حيث قالوا: " اللهم صل على مُحَمَّد وعلى آل مُحَمَّد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ".
* * *
قوله تعالى: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (51) وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (52) وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا (53)
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى): هو ما ذكرنا في قوله: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ)، و (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ) - على قول الحسن - صلة قوله: (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا) أي: اذكر رحمة ربك موسى.
وعلى قول غيره من أهل التأويل، أي: اذكر لهم نبأ موسى وقصته في الكتاب، وهو ما ذكرنا فيما تقدم.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا)، و (مُخْلِصًا)، وقد قرئ بالنصب والخفض جميعًا:
قَالَ بَعْضُهُمْ: (مُخْلَصًا): أخلصه اللَّه واصطفاه واختاره لرسالته ونبوته.
وقوله: (مُخْلِصًا) بالخفض، أي: أخلص عبادته وتوحيده له.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا).
قَالَ بَعْضُهُمْ: الرسول هو الذي ينبئ ويخبر عن التأويل.
وقَالَ بَعْضُهُمْ: الرسول هو الذي ينزل عليه الوحي والكتاب، والنبي هو الذي ينبئ لا عن لسان، وأصل النبي هو الذي ينبئ عن كل خير وبركة، وسمي: نبيا، لاجتماع خصال فيه، كالصديق لا يسمى إلا بعد اجتماع كل خصال الخير والبركة ما لو انفرد بكل خصلة من تلك الخصال سمّي: صادقًا، فإذا اجتمع ذلك سمي: صديقًا، فعلى ذلك النبي سمي نبيًّا لاجتماع خصال فيه، وهو ما روي في الخبر: " الرُّؤْيَا الصالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ خَمْسةٍ وأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبوةِ " والسَّمْتُ الحَسَنُ جُزْءٌ مِن خَمْسَةٍ وعِشرِينَ جُزْءًا مِنَ النُبوَّةِ "