وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا).
اختلف فيه:
قال قائلون: قوله: (كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا)، أي: مكرم مشرف عنده ذو منزلة فيعلمك عنها، وكذلك قيل: (إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا)، قيل: بارًّا رحيمًا.
وقال قائلون: (كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا) أي: عالم بها.
وقال قتادة: (كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا) بهم، كأنك تحب أن يسألونك عنها.
وقال غيره: هو على التقديم والتأخير: يسألونك عنها كانك أحفي يعني كانك، استحفيت السؤال عنها حتى علمتها.
ثم قال: (قُلْ) مالي بها من علم (إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) أنها كائنة.
ويحتمل: (وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) أنك لا تعلم أنها متى تكون؟ أو لا يعلمون ما عليهم وما لهم.
وقال الحسن في قوله: (ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ): إذا جاءت ثقلت على أهل السماوات والأرض، وكبرت عليهم.
وقَالَ بَعْضُهُمْ: ثقل ذكرها على أهل السماوات والأرض.
وقال قتادة: أثقل علمها على أهل السماوات والأرض.
وأصله: ما ذكرنا، أي: خفي علمها على أهل السماء والأرض، وإذا خفي الشيء ثقل.
وقوله: (كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا) ما ذكرنا من التأويل، واللَّه أعلم.