أي: باطل ما يأملون بعبادتهم هَؤُلَاءِ.
وقَالَ الْقُتَبِيُّ: التبار: الهلاك، وقال أَبُو عَوْسَجَةَ: المتبر: المفسد، يقال: تبرت الشيء، أي أفسدته، ويقال: رجل متبر، أي مفسد.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (140)
يحتمل قوله: فضلكم على العالمين بما هداكم ووفقكم للهداية بما لم يوفق ولم يهد أحدًا من العالمين من عالمي زمانكم.
ويحتمل قوله: (أَبْغِيكُمْ إِلَهًا) دونه وقد فضلكم بما استنقذكم من استخدام فرعون وقهره إياكم وإخراجكم من يده، وأعطاكم رسولًا يبين لكم عبادة إلهكم الحق.
وقوله: (أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ) يقول: أما تستحيون من ربكم أن تسألوا إلهًا تعبدونه دونه، وقد فضلكم بما ذكر من أنواع النعم، واللَّه أعلم، وهو ما ذكر في قوله: (وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ. . . . (141) الآية، يذكرهم نعمه عليهم بما استنقذهم من فرعون وآله وأهلكهم.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (يَسُومُونَكُمْ).
قيل: يعذبونكم (سُوءَ الْعَذَابِ) قتل الأبناء، واستحياء النساء، فذلك قوله: (يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ)، قيل في ذلك: يعني فيما أنجاكم من آل فرعون بلاء من ربكم عظيم، يعني: نعمة من ربكم عظيمة، ويقال: البلاء - بالمد -: هو النعمة، وبغير المد مقصورًا: الشدة.
* * *