(112)

(113)

وقوله: (قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ).

قَالَ الْقُتَبِيُّ: أَرْجِهْ وَأَخَاهُ هارون، يقول: احبسه، أي: أخره، ومنه قوله: ترجي من تشاء، ومنه سميت المرجئة.

وقال ابن عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: (أَرْجِهْ وَأَخَاهُ) ولا تقتلهما (وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ) أي: أرسل إلى المدائن الشرط، يأتون من المدائن حاشرين، أي: يحشرون عليك السحرة والناس. إلى هذا يذهب ابن عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

وقوله: (يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (112) لا تقتله حتى يأتوك بكل ساحر عليم، أي: ليجتمع كل أنواع السحر عنده، ليتبيِّن سحره، وإلا كان ساحر واحد كافيًا، ولكن أرادوا واللَّه أعلم بقوله: (يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ) ليجتمع جميع أنواع السحر عنده لتبين سحره.

* * *

قوله تعالى: (وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (113) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (114) قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ (115) قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116) وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (117) فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (118) فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ (119) وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (120) قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (121) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (122)

قوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (113) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (114): في المنزلة والقدر عندي، هذا يدل أن همة الساحر ليس إلا الدنيا؛ لأنهم طلبوا من فرعون الأجر والقدر والمنزلة عنده إنْ كانوا هم الغالبين، ولا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015