(163)

ومحياي ومماتي لله، لا أجعل لغيره شركاء، كما جعلتم أنتم لغيره شركاء في عبادته وصلاته ونسكه، واللَّه أعلم.

ثم اختلف في قوله: (صَلَاتِي):

قَالَ بَعْضُهُمْ: الصلاة المفروضة.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: الصلاة: الخضوع والثناء؛ يقول: إن خضوعي وثنائي لله، والصلاة: هي الثناء في اللغة.

وقوله: (وَنُسُكِي) اختلف فيه.

قال الحسن: نسكي: ديني؛ كقوله: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا) أي: دينا.

وقيل: نسكي ذبيحتي لله في الحج والعمرة وغيره.

وقيل: نسكي: عبادتي، والنسك: اسم كل عبادة؛ وعلى ذلك يسمى كل عابد ناسكا.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).

أي: أنا حي وميت لله، لا أشرك أحدًا في عبادتي ونفسي، بل كله لله لا شريك له في ذلك.

ويحتمل: أن يكون هذا على التقديم والتأخير؛ كأنه قال: قل إني أمرت أن أجعل صلاتي ونسكي لله، أو إني أمرت أن أدعو وأسأل اللَّه أن يجعل صلاتي ونسكي وعبادتي له، لا أشرك غيره فيه.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)

يحتمل قوله: (وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)، أي: وأنا أول من خضع وأسلم بالذي أمرت أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015