وقوله: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} العتل: هو الجافي الشديد في كفره.
وقيل: هو الشديد الخصومة بالباطل.
وقيل: هو الذي يعتل الناس فيجرهم إلى حبس أو عذاب، مأخوذ من (العتل) وهو الجر، ومنه قوله تعالى: {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ} [الدخان:47]، يعني: جروه، وفي (الصحاح): عتلت الرجل أعتله وأعتل، إذا جذبته جذباً عنيفاً، ورجل يعتل، وقال يصف فرساً: نقرعه قرعاً ولسنا نعتله.
والعتل: الغليظ الجافي، والعتل -أيضاً-: الرمح الغليظ، ورجل عتل بين العتلة أي سريع إلى الشر، ويقال: لا أنعتل معك: أي لا أبرح مكاني.
وقال عبيد بن عمير: الأكول الشروب القوي الشديد، يوضع في الميزان فلا يزن شعيرة.
يعني: عند الله سبحانه وتعالى.
وقال علي بن أبي طالب والحسن: العتل الفاحش السيئ الخلق.
وقال معمر: هو الفاحش اللئيم.
قال الشاعر: بعتل من الرجال زنيم غير ذي نجدة وغير كريم وفي صحيح مسلم عن حارثة بن وهب رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ألا أخبركم بأهل الجنة؟ قالوا: بلى.
قال: كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره)، أي: يستضعفه الناس ويحتقرونه ويتجبرون عليه لضعف حاله في الدنيا، ومعناه: متواضع متذلل خاملٌ واضع من نفسه.
وقال القاضي: قد يكون الضعف هنا رقة القلوب ولينها وإخباتها للإيمان.
قال (ألا أخبركم بأهل النار؟ قالوا بلى.
قال: كل عتل جواظ مستكبر)، وفي رواية عنه: (كل جواظ ذليل متكبر)، والجواظ قيل: هو الجموع المنوع.
وقيل: الكثير اللحم المختال في مشيته.
وقيل: الجواظ: العتل الذي جمع ومنع.
والعتل الذميم الشديد الخلق الرحيب الجوف، الوفير الخَلْق، الأكول الشروب، الغشوم الظلوم.