التنبيه التاسع: توسع من لم يشترط الصحة ولا الحسن في مصنفاته من الرواية في تخريج ما روي عن يأجوج ومأجوج، وكله إما من الإسرائيليات أو المنكرات أو الموضوعات، ومن ذلك حديث: (إن يأجوج أمة ومأجوج أمة، كل أمة أربعمائة ألف أمة، لا يموت الرجل منهم حتى ينظر إلى ألف ذكر بين يديه من صلبه، كان كل قد حمل السلاح) إلى آخره في هذا الكلام، رواه ابن عدي في الضعفاء عن حذيفة مرفوعاً وقال: موضوع منكر.
أيضا هناك أثر عن وهب بن منبه، كما قال ابن جرير؛ الأثر الطويل العجيب في سير ذي القرنين وبنائه السد، وكيفية ما جرى له، وفيه طول وغرابة ونكارة في أشكالهم وصفاتهم وطولهم وقصر بعضهم وآذانهم.
وروى ابن أبي حاتم عن أبيه في ذلك أحاديث غريبة لا تصح أسانيدها، فجزى الله البخاري أحسن الجزاء على نبذه تلك الروايات، واشتراطه الصحة في المرويات، فقد جنت الآثار المنكرة على الأمة أنكر الآثار، ومن طالع مقدمة صحيح مسلم صدق قوله: إن راوي الضعاف غاش آثم مضل، والله المستعان.