تفسير قوله تعالى: (كذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا)

{كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} [يونس:33].

((كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا)) أي: ثبت حكمه وقضاؤه على الذين تمردوا وخرجوا إلى الحد الأقصى في هذا الكفر.

إعراب كلمة: ((أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)) بدل من قوله تعالى: ((كَلِمَةُ رَبِّكَ)) يعني: حق عليهم انتفاء الإيمان، وعلم الله سبحانه وتعالى منهم ذلك.

أو أراد بقوله: ((كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ)) أنهم سوف يعذبون.

وقد سبق من قبل أن ذكرنا: أن الأصل في تفسير مثل هذه المواضع: {وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي} [السجدة:13] أو: ((حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ)) أنها إشارة إلى قوله تعالى: {لَأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [هود:119].

وكذلك قوله تعالى: {قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ} [الزمر:71]، وقوله تعالى: {أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنقِذُ مَنْ فِي النَّارِ} [الزمر:19].

قوله: ((عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا)) لم يقل: عليهم، فقد مر ذكرهم فيما قبل، لكن أظهر موضع الإضمار للإشعار بالعلية لهذا الوعيد من كونهم فسقوا.

والفسق هنا هو التمرد في الكفر، فآل الكلام إلى أن كلمة العذاب حقت عليهم لتمردهم وكفرهم، ولأنهم لا يؤمنون، وهو تكرار.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015