الحق الخامس: ألا تستطيل عليه بلسانها، وأن تحفظه بعد موته وحال حياته، لذلك الإسلام جعل العدة للمرأة التي مات عنها زوجها أربعة أشهر وعشرة أيام لا تخرج فيها من بيتها، ولا تكتحل إلا لمرض، ولا تلبس معصفراً، ولا تتعطر في بيتها؛ لحق الزوج الذي مات، وفاءً له، دخلت أم الدرداء على أبي الدرداء وهو يحتضر فقالت له: لقد خطبتني من أهلي في الدنيا، وأنا أخطبك إن شاء الله يوم القيامة، وأريد أن أكون لك زوجة في الجنة، قال: إن أردت ذلك فاعلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (المرأة لآخر أزواجها في الدنيا)، فجاء معاوية يخطبها لنفسه، فأخبرته بما قال أبو الدرداء، فقال لها: صومي حتى تكوني له في الجنة.
والنبي عليه الصلاة والسلام تزوج خديجة، وما أدراك ما خديجة؟ المرأة التي وقفت بجوار النبي عليه الصلاة والسلام في حال بعثته حين تخلى عنه الجميع، ولذلك جاء جبريل من السماء يقول: (يا رسول الله! إني رسول الله إليك أخبرك أن الله يقرئ خديجة السلام، فأخبرها أن الله يقرئها السلام، وأخبرها أن لها بيتاً في الجنة من قصب لا نصب فيه ولا وصب)، لذلك ذكر النبي عليه الصلاة والسلام يوماً خديجة فغارت عائشة وقالت: (يا رسول الله! لا تزال تشكر عجوزاً من عجائز قريش -يعني: كان عمرها أربعين سنة يوم أن تزوجتها- فقال: والله! ما أبدلني الله خيراً منها، لقد أعطتني حين حرمني الناس، وصدقتني حين كذبني الناس، ورزقني الله منها الولد)، وكان يقول عن بعض النسوة حينما يأتين إليه في المدينة: (كانت تأتينا أيام خديجة)، وفاءً لزوجته رضي الله عنها.
فعلى المرأة أن تذكر فضله وإحسانه، وأن تستر عليه بعد موته، فلا تكشف سره، ولا تفضح أمره.