الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد: فيا أيها الأخ الكريم! كن قدوة في بيتك، زوّج ابنتك مبكراً بدلاً من أن تنتظر بعد خمس عشرة سنة حتى تتخرج أو تحصل على البكالوريوس أو الليسانس، ويا خيبة البكالوريوس أو الليسانس ماذا تصنع لها؟ إنها تريد زوجاً تسكن إليه، لا تريد شهادة تعلقها على الحائط، ويسّر على شباب المسلمين، فإن الله يقول: {وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النور:32]، ويقول النبي عليه الصلاة والسلام: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، سل عن الدين لا تسل عن عدد حجرات البيت، وعن وظيفته، وعن دخله، نعم، هذا مطلوب، ولكن الله يرزق من يشاء بغير حساب، والرزق بيد الله سبحانه، فلا تضيق حتى لا يحدث لك كما حدث لذلك الأب الذي كان عنده سبع من البنات، كلما جاء شاب أرهقه وكبله فانصرف عنه الجميع، فوصلن الآن إلى ما فوق الثلاثين، وهو يبحث لهن عن أزواج، هو الذي جر ذلك بيده.
فيا عبد الله أسألك بالله أن تتقي الله عز وجل وأن تلتزم شرع رب العالمين.
أما موضوع التعدد كشروطه ومحاذيره، وكيف عالجها الإسلام؟ فهذا نفرد له لقاء مع حقوق الزوجين في شريعة الله عز وجل؛ لأهمية هذه الموضوعات.
اللهم حصّن فروجنا، وحصن نساءنا، واهد شبابنا، وعليك بأعدائنا.
اللهم طهّر ألسنتنا من الكذب، وقلوبنا من النفاق، وأعيننا من الخيانة.
اللهم استر عوراتنا، وآمن يا رب روعاتنا، وأمّنا يا رب في بلادنا، وبدّلنا من بعد خوفنا أمناً، ومن بعد ضيقنا فرجاً.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ونسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار.
اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا وجلاء همنا وغمنا، ونور أبصارنا.
اللهم اغننا بحلالك عن حرامك، واكفنا بفضلك عمن سواك، اللهم اجعل ثأرنا على من ظلمنا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا إلى النار مصيرنا.
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، اللهم مكّن لدينك في الأرض يا رب العالمين، اللهم من أرادنا والإسلام بخير فوفقه لكل خير، ومن أرادنا والإسلام بشر فاجعل كيده في نحره، اللهم عليك بالعلمانيين وبالمنافقين، اللهم عليك بمن يريدون أن تشيع الفاحشة في المؤمنين يا رب العالمين.
اللهم أصلح حالنا فإنك على كل شيء قدير، وأنت حسبنا ونعم الوكيل، وأنت بكل جميل كفيل.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.