من التدابير الواقية من الزنا: النهي عن الخلوة المحرمة، حتى لمن يعلم القرآن، فلا يجوز لمعلم القرآن أن يخلو بامرأة لا تحل له، لا يحل لمن يدعي أنه يعالج بالقرآن أن يخلو بامرأة لا تحل له، لا يحل لمدرس يعطي دروساً خصوصية أن يخلو ببنت أو بامرأة لا تحل له، لا يحل لمدير في منصبه أن يغلق الباب بسكرتيرته، فهذه دعوى إلى الفاحشة، لا يحل للمرأة أن تذهب لطبيب بمفردها إلا مع ذي محرم.
أقول لكم إخواني: لقد خرجت المرأة بغير ضابط، يقول عليه الصلاة والسلام: (ما خلا رجل بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما)، فلا يحل لامرأة أن تكون مع رجل إلا مع ذي محرم، ولذلك قال العلماء: يسقط عن المرأة فريضة الحج إن لم تجد محرماً.
خرج رجل مع النبي عليه الصلاة والسلام في غزوة، فأخبره الرجل أن امرأته ذهبت لتحج، أتدرون ماذا صنع معه النبي صلى الله عليه وسلم؟ أمره أن يترك الجهاد ليحج مع امرأته.
هذا هو الشرع يا عبد الله، فإن سفر المرأة بدون محرم فتنة، تذهب إلى أسيوط بمفردها، فتركب من الشرقية إلى أسيوط عشر ساعات، وتبيت في القطار، وتجلس شهراً كاملاً مع غير محرم؛ لتتعلم، فأي علم هذا يا عبد الله؟ أي علم الذي يجعلك تجترئ على شرع الله؟ فإذا جاءت بعد أربع سنوات تقول لأبيها: يا أبي تزوجت بفضل الله، وهذا ولدي من زوجي! ونسألك أن تبارك وأن تؤيد، أنت في غفلة يا عبد الله، البنت بعيدة عن متابعتك، إذا خرجت من بيتها استشرفها شيطان، والمرأة عورة كما قال النبي عليه الصلاة والسلام.
تلك الضوابط إخواني تحفظ أخلاق المجتمع: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا