الوسيلة الأولى التي ينبغي على المسلم والمسلمة أن يراعيها حتى لا يقع في ذلك المستنقع: غض البصر، وقد جاءت في الآيات القرآنية تأمر بغض البصر، يقول ربنا سبحانه: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ} [النور:30]، ثم قال ربنا: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} [النور:31].
والنبي عليه الصلاة والسلام أمرنا بغض البصر، كما جاء من حديث جرير بن عبد الله البجلي حينما سأله عن نظر الفجأة؟ قال: (اصرف بصرك).
فانظر يا عبد الله إلى ما نحن فيه، هل غض بصره من نظر إلى فيلم هابط يدعو إلى الفاحشة وإلى الدعارة؟ هل غض بصره من نظر إلى مجلة خليعة ترسم على غلافها صورة امرأة عارية؟ هل غض بصره من وقف أمام محل لا يتقي صاحبه الله عز وجل فيعرض صوراً عارية؟ إنا لله وإنا إليه راجعون.
لقد أمرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم بغض أبصارنا عن كل ما يغضب الله، يقول نبينا عليه الصلاة والسلام: (إياكم والجلوس في الطرقات، فقالوا: يا رسول الله لا بد لنا منها، قال: إن كان ولا بد فأعطوا الطريق حقه، قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر)، فهل أدينا حق الطريق يا عباد الله؟ انظروا إلى ما نحن فيه، فقد شرد البصر يميناً ويساراً، وأصبح يدعو إلى تلك الجريمة، فاحذر؛ لأنه جاء في الخبر: (أن النظرة سهم مسموم من سهام إبليس)، كلما نظرت وقع في قلبك فتمنيت فتذكرت فعزمت، فاستدرجك الشيطان.
إذاً: فأول الطرق الواقية من الزنا هي غض البصر عما حرم الله.