الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه.
أما بعد: فإن كل خير في اتباع من سلف، وكل شر في ابتداع من خلف، فالدين بالدليل، والعلم قال الله قال رسوله، وما سوى ذاك وسواس الشياطين، اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم، ومن استحسن فقد شرع، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، فينبغي أن نتمسك بالسنة كما وردت عن نبينا صلى الله عليه وسلم.
سألني سائل وقال: زوجتي تخرج من البيت الساعة العاشرة مساء، وتذهب إلى المسجد لأداء صلاة القيام، ثم تعود إلى البيت في الساعة الثانية صباحاً أو الثالثة بمفردها بدون محرم، فما رأي الإسلام في هذا العمل؟ وهل يجوز للمرأة الاعتكاف بمفردها بدون محرم؟ وهل يجوز لها أن تبيت في المسجد حتى الصباح بعد أداء صلاة القيام؟
صلى الله عليه وسلم لا يجوز للمرأة أن تخرج لصلاة الجماعة إلا إذا أذن لها الزوج، فإن لم يأذن لها وخرجت فهي آثمة.
وأما بالنسبة لهذه المرأة فكيف تتأخر إلى ساعة متأخرة من الصباح ثم تعود بمفردها؟! إن هذا التصرف لا يمت إلى الشرع بصلة، فلا يجوز للمرأة لاسيما في أيام الفتن أن تخرج في أيام هذا الوقت المتأخر ثم تعود بمفردها بحجة صلاة القيام، لأنه يمكنها أن تؤدي صلاة القيام في بيتها، قال صلى الله عليه وسلم: (وصلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في مسجدي هذا)، وهذا في الفريضة، فكيف بالنافلة؟! وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يأذن لزوجته بالصلاة في المسجد، فقيل له: تأذن لها وأنت تكره ذلك؟ قال: نعم، لأني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله)، فيجوز للمرأة أن تخرج من بيتها للصلاة، لكن بشروط: أولاً: أن تستأذن من زوجها.
ثانياً: أن يكون معها محرم إن كانت الطريق بعيدة، ولا يجوز لها أن تركب في سيارة بمفردها، لأن ذلك خلوة محرمة، أو أن تدخل بين الرجال في (أوتوبيس) عام.
ثالثاً: ألا تخرج متعطرة.
رابعاً: ألا تختلط بالرجال إلا للضرورة القصوى؛ لأن بعض النساء يتخذن المسجد وسيلة، فتنتهي التراويح -مثلاً- الساعة العاشرة، وتعود الساعة الواحدة، فإذا سُئلت أين كنت؟ أجابت بأنها تؤدي التراويح في المسجد، وأيضاً لا ينبغي للزوجة أن تترك بيت الزوجية بحجة الاعتكاف في المسجد، والله تعالى أعلم.
أما مشاهدة الأفلام المثيرة في نهار رمضان، فقد قال بعض من يدعي العلم: لا بأس بالترويح عن النفس!! الله أكبر!! هذا أمر لا يرضي الله عز وجل، فهو معصية وذنب يحرمه الشرع، ثم بماذا يكون الترويح عن النفس، بالحلال أم بالحرام؟! اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، وجلاء همنا وغمنا.
اللهم استرنا فوق الأرض واسترنا تحت الأرض ولا تفضحنا يا ربي يوم العرض.
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.
اللهم تقبل صلاتنا وصيامنا، واختم بالباقيات الصالحات أعمالنا.
اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار، اللهم ارزقنا قبل الموت توبة، وبعد الموت جنة ونعيماً.
اللهم إنا نسألك عيشة رضية وميتة سوية.
اللهم ارزقنا حب القرآن، وارزقنا نور القرآن.
ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين.
اللهم واجعلنا للمتقين إماماً.
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، ومكن لدينك في الأرض يا رب العالمين، اللهم عليك باليهود ومن والاهم، اللهم أرنا فيهم آية، فإنهم لا يعجزونك، اللهم أرنا فيهم آية، فإنهم لا يعجزونك، اللهم انصر دينك في مشارق الأرض ومغاربها.
يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك، يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك.
اللهم إنا نعوذ بك من السلب بعد العطاء، ومن الذل بعد العز، ونسألك لذة النظر إلى وجهك.
اللهم إنا نعوذ بك من القبر وظلمته، ومن الصراط وزلته، ومن يوم الحشر وكربته، إنك على كل شيء قدير، وأنت حسبنا ونعم الوكيل.
آمين آمين آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.