للصابرينَ والداعينَ إلى اللهِ، فكلُّ العواقب الَّتي رأيناها في القَصَصِ للرسُلِ عليهم الصلاة والسلامُ.

ثالثًا: إن فيها عِبْرة تحذِّر المخالفينَ للرسُلِ، فإنّ كلّ المخالِفينَ للرسلِ - كما رأيتم كلهم - عُوقِبوا، وأَخَذَهُمُ العذابُ.

رابعًا: بيان قُدرة الله عَزَّ وَجَلَّ حيثُ يَنزِل العذاب، فينجو منه مَن يَنجو، ويَهلِك به مَن هَلَكَ، وأن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى على كلِّ شَيْء قديرٌ: {وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [الزمر: 61].

خامسًا: إن الإِنْسان يَتَعَجَّب كيف يصل بنو آدمَ إلى هذا العُتُوّ والعنادِ والإستكبارِ.

سادسًا: إنك تَقيس حاضرَكَ بغائبكَ، فإِنَّه يوجد الآنَ أمثال هؤُلاءِ؛ لأن طبيعةَ البشرِ واحدةٌ من آدمَ إلى اليومِ، فيوجد مِن هؤُلاءِ وإنِ اختلفَ الأسلوبُ، فالأسلوبُ قد يَختلف، لكن المَعْنى واحدٌ: العُتُوّ والإستكبارُ.

فيوجَدُ الآنَ مِن بَنِيَ آدمَ مَن يقولُ: إنَّ الدِّين خُرافة!

ويوجَد من بني آدمَ مَن يقولُ: إنَّ الله يَجِبُ أنْ يُوضَعَ في قَفَصِ الإتِّهام! لأنَّه لماذا يُشْبع هذا، ويَجُوعُ هذا؟ ! ولماذا يؤمَّن هذا ويخوَّف هذا! وهذا يَصِحّ وهذا يَمْرَض؟ والعياذ بالله.

فهذه الأشياءُ يجب أن تَعْتَبِر بها، وأنه ما سبقَ قبل زمانِكَ وُجِد مثلُه في زمانِكَ، والعِظَة من هذا كَثِيرَة.

ولوْ أنَّ الإِنْسانَ كَتَبَ هذه العِبَرَ لكان أفضل، قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015