وهذا تَبَرَّأَ منه الرَّسُولُ - صلى الله عليه وسلم -؛ فقالت الجماعَةُ الذين قال أحَدُهُم: أنا أقوم اللَّيلَ ولا أنام، قال: "أَمَّا أَنَا فَأَقُومُ وَأَنامُ، وَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي" (?).

لكِنْ مُشْكِلُ هؤلاءِ الوُعَّاظ الذين يَكْتبون هذه الكُتُبَ يريدون أن يُرَغِّبوا النَّاسَ لكن يُرَغِّبونهم في الباطِلِ، ولو أنَّ النَّاس اقْتَصَر لهم بما صَحَّ عن رَسُولِ الله عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ من التَّبْشيرِ والإِنْذار ومِنَ الأعمالِ الصَّالِحَة لاستقاموا، لكن عندما أسْمَعُ هذا رَجُل أثنى عليه أنه أربعينَ سنةً صلَّى الفَجْرَ بوضوء العشاء! أقول: أينَ أنا من هذا؟ فسأبقى على ما أنا عليه وأصلي سُنَّةَ العِشاء ركعتينِ والوِتْر أقَلُّه ركعةٌ، فأُصَلِّي ركعة، ولا يَجِبُ إلا قراءةُ الفاتِحَة فأقتصر على الفاتِحَة، ولا يجب (سبحان ربي الأَعْلى) إلا مرَّة في السُّجُود، و (سبحان ربي العظيم) مَرَّة في الرُّكوع، فأقتصر على مَرَّة في الرُّكوع وفي السُّجود، ويمشي، لكن لو أنَّ النَّاسَ بُيِّنَتْ لهم السُّنَّةُ حقًّا لكفى بها واعِظًا.

الفائدة الثانية

الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: فَضيلَةُ الدُّعاء؛ لقوله تعالى: {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ}.

الفائدة الثالثة

الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: أنه ينبغي للدَّاعي وللعامِلِ العابد: أن يكون دعاؤُهُ وعبادتُهُ بين الخَوْفِ والرَّجاءِ؛ لقوله تعالى: {خَوْفًا وَطَمَعًا}.

الفائدة الرابعة

الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: فضيلةُ الإنفاقِ مما رَزَقَك الله؛ لقوله تعالى: {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} على حَسَب التَّفْصيلِ الذي ذكرناه في التَّفسيرِ.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015