من فوائد الآية الكريمة:
الْفَائِدَةُ الأُولَى: توبيخُ هؤلاءِ المُنْكِرينَ.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: أنَّ هؤلاء المكَذِّبينَ كانوا شاكِّينَ في قُدْرَةِ الله؛ لقولهم: {أَإِذَا ضَلَلْنَا ... أَإِنَّا} ويُحْتَمَل أن يكون ذلك منهم مكابَرَةً وأنَّهُم عالمِون بقُدْرَة الله، لكن يُكابِرون، ويُؤَيِّد هذا قوله تعالى: {بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ} يعني أنَّ الأَمْرَ واضِحٌ لكنْ هؤلاء كُفَّارٌ.
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: تمامُ قُدْرَة الله عَزَّ وَجَلَّ بإعادَةِ الأَمْواتِ بعد أن غابوا في الأَرْض واضمحَلُّوا فيها، فيُنْشِئُهُم الله تعالى خلقًا جديدًا.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: إبطالُ قَوْلِ من يقول: إنَّ البَعْثَ إيجادٌ مِن عَدَمٍ؛ فإن هناك من يقولُ: إنَّ هذا الخَلْقَ يُعْدَم بالكُلِّيَّة ثم يُنْشَأُ من جديدٍ، وهذا قولٌ باطِلٌ؛ لأنه لو كان الأمْرُ كذلك لكان الثوابُ لمن لا يَعْمَلُ، والعُقوبة على من لم يَعْمَلْ، ولو قلنا إنَّه يُعْدَمُ بالكلِّيَّة ثم يُنْشَأُ خَلْقًا جديدًا ويُحاسَبُ، فهذا الجديدُ ليس موجودًا بالأَوَّلِ فيكون معاقَبًا على ما لم يَفْعَلْ ومُثَابًا بما لا يَفْعَلُ؛ والله تعالى قد بَيَّنَ أنَّ الإنسانَ نَفْسَه هو الذي يُعادُ وليس يُعْدَمُ ثم يُخْلَقُ من جديدٍ، ولكنَه يُعادُ، {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} فلم يَقُلْ نَخْلُق غَيْرَه.
والشَّاهِدُ قَوْلُه: {أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ}: {أَإِذَا ضَلَلْنَا} يقولون: كيفَ بعدما نَغيبُ في الأَرْضِ ونكون ترابًا كيف نُبْعَث؟ ! فدلَّ هذا على أنَّ البَعْثَ هو إعادةُ ما سَبَقَ وليس باستدعاءِ خَلْقٍ جديدٍ.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: أنَّ هؤلاء المُنْكِرينَ للبَعْثِ ليس عندهم حُجَّةٌ إلا مجُرَّد الكُفْرِ؛