القول في تأويل قوله تعالى: وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين يعني تعالى ذكره بقوله: وما كان قولهم وما كان قول الربيين، والهاء والميم من ذكر أسماء الربيين إلا أن قالوا يعني ما كان

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [آل عمران: 147] يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِقَوْلِهِ: {وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ} [آل عمران: 147] وَمَا كَانَ قَوْلَ الرِّبِّيِّينَ، وَالْهَاءُ وَالْمِيمُ مِنْ ذِكْرِ أَسْمَاءِ الرِّبِّيِّينَ {إِلَّا أَنْ قَالُوا} [آل عمران: 147] يَعْنِي مَا كَانَ لَهُمْ قَوْلٌ سِوَى هَذَا الْقَوْلِ إِذْ قُتِلَ نَبِيُّهُمْ. وَقَوْلُهُ: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا} [آل عمران: 147] يَقُولُ: " لَمْ يَعْتَصِمُوا إِذْ قُتِلَ نَبِيُّهُمْ إِلَّا بِالصَّبِرِ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ، وَمُجَاهَدَةِ عَدُوِّهِمْ، وَبِمَسْأَلَةِ رَبِّهِمُ الْمَغْفِرَةَ وَالنَّصْرَ عَلَى عَدُوِّهِمْ، وَمَعْنَى الْكَلَامِ: {وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا} [آل عمران: 147] وَأَمَّا الْإِسْرَافُ: فَإِنَّهُ الْإِفْرَاطُ فِي الشَّيْءِ، يُقَالُ مِنْهُ: أَسْرَفَ فُلَانٌ فِي هَذَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015