القول في تأويل قوله تعالى: وتلك الأيام نداولها بين الناس يعني تعالى ذكره بقوله: وتلك الأيام نداولها بين الناس أيام بدر وأحد، ويعني بقوله: نداولها بين الناس نجعلها دولا بين الناس مصرفة، ويعني بالناس: المسلمين والمشركين، وذلك أن الله عز وجل أدال

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران: 140] يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِقَوْلِهِ: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران: 140] أَيَّامَ بَدْرٍ وَأُحُدٍ، وَيَعْنِي بِقَوْلِهِ: {نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران: 140] نَجْعَلُهَا دُوَلًا بَيْنَ النَّاسِ مُصَرَّفَةً، وَيَعْنِي بِالنَّاسِ: الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَدَالَ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ بِبَدْرٍ، فَقَتَلُوا مِنْهُمْ سَبْعِينَ، وَأَسَرُوا سَبْعِينَ، وَأَدَالَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِأُحُدٍ، فَقَتَلُوا مِنْهُمْ سَبْعِينَ سِوَى مَنْ جَرَحُوا مِنْهُمْ، يُقَالُ مِنْهُ: أَدَالَ اللَّهُ فُلَانًا مِنْ فُلَانٍ فَهُوَ يُدِيلُهُ مِنْهُ إِدَالَةً إِذَا ظَفَرَ بِهِ فَانْتَصَرَ مِنْهُ مِمَّا كَانَ نَالَ مِنْهُ الْمُدَالُ مِنْهُ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015