حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: " اسْتَقْبَلَ ذِكْرَ الْمُصِيبَةِ الَّتِي نَزَلَتْ بِهِمْ - يَعْنِي بِالْمُسْلِمِينَ يَوْمَ أُحُدٍ - وَالْبَلَاءَ الَّذِي أَصَابَهُمْ، وَالتَّمْحِيصَ لِمَا كَانَ فِيهِمْ، وَاتِّخَاذَهُ الشُّهَدَاءَ مِنْهُمْ، فَقَالَ تَعْزِيَةً لَهُمْ، وَتَعْرِيفًا لَهُمْ فِيمَا صَنَعُوا وَمَا هُوَ صَانِعٌ بِهِمْ: {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} [آل عمران: 137] أَيْ قَدْ مَضَتْ مِنِّي وَقَائِعُ نِقْمَةً فِي أَهْلِ التَّكْذِيبِ لِرُسُلِي وَالشِّرْكِ بِي: عَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ لُوطٍ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ، فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ تَرَوْا مَثُلَاتٍ قَدْ مَضَتْ فِيهِمْ، وَلِمَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ مِنِّي، وَإِنْ أَمْكَنْتُ لَهُمْ: أَيْ لِئَلَّا يَظُنُّوا أَنَّ نِقْمَتِي انْقَطَعَتْ عَنْ عَدُوِّهِمْ وَعَدُّوِي لِلدَّوْلَةِ الَّتِي أَدَلْتُهَا عَلَيْكُمْ بِهَا؛ لِأَبْتَلِيَكُمْ بِذَلِكَ، لِأَعْلَمَ مَا عِنْدَكُمْ "