كَمَا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَوْلُهُ: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} [آل عمران: 135] قَالَ: «الظُّلْمُ مِنَ الْفَاحِشَةِ، وَالْفَاحِشَةُ مِنَ الظُّلْمِ» وَقَوْلُهُ: {ذَكَرُوا اللَّهَ} [آل عمران: 135] يَعْنِي بِذَلِكَ ذَكَرُوا وَعِيدَ اللَّهِ عَلَى مَا أَتَوْا مِنْ مَعْصِيَتِهِمْ إِيَّاهُ {فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ} [آل عمران: 135] يَقُولُ: فَسَأَلُوا رَبَّهُمْ أَنْ يَسْتُرَ عَلَيْهِمْ ذُنُوبَهُمْ بِصَفْحِهِ لَهُمْ عَنِ الْعُقُوبَةِ عَلَيْهَا {وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ} [آل عمران: 135] يَقُولُ: وَهَلْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ: أَيْ يَعْفُو عَنْ رَاكِبِهَا فَيَسْتُرَهَا عَلَيْهِ إِلَّا اللَّهُ؟ {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا} [آل عمران: 135] يَقُولُ: وَلَمْ يُقِيمُوا عَلَى ذُنُوبِهِمُ الَّتِي أَتَوْهَا، وَمَعْصِيَتِهِمُ الَّتِي رَكِبُوهَا {وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 135] يَقُولُ: لَمْ يُقِيمُوا عَلَى ذُنُوبِهِمْ عَامِدِينَ لِلْمُقَامِ عَلَيْهَا، وَهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ تَقَدَّمَ بِالنَّهْيِ عَنْهَا، وَأَوْعَدَ عَلَيْهَا الْعُقُوبَةَ، مَنْ رَكِبَهَا، وَذُكِرَ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ أَنْزَلَتْ خُصُوصًا بِتَخْفِيفِهَا وَيُسْرِهَا أُمَّتَنَا مِمَّا كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ مُمْتَحَنَةً بِهِ مِنْ عَظِيمِ الْبَلَاءِ فِي ذُنُوبِهَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015