ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ زَيْدٍ أَبُو إدَامٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: " كُنَّا مُحَاصِرِي قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ نُحَاصِرَهُمْ، فَلَمْ يُفْتَحْ عَلَيْنَا، فَرَجَعْنَا، فَبَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِهِ يَغْسِلُ رَأْسَهُ، إِذْ جَاءَهُ جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ وَضَعْتُمْ أَسْلِحَتَكُمْ، وَلَمْ تَضَعِ الْمَلَائِكَةُ أَوْزَارَهَا، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخِرْقَةٍ، فَلَفَّ بِهَا رَأْسَهُ وَلَمْ يَغْسِلْهُ، ثُمَّ نَادَى فِينَا فَقُمْنَا كَالزَّمِعِينَ لَا نَعْبَأُ بِالسَّيْرِ شَيْئًا، حَتَّى أَتَيْنَا قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرَ، فَيَوْمَئِذٍ أَمَدَّنَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، وَفَتَحَ اللَّهُ لَنَا فَتْحًا يَسِيرًا، فَانْقَلَبْنَا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ " وَقَالَ آخَرُونَ بِنَحْوِ هَذَا الْمَعْنَى، غَيْرَ أَنَّهُمْ قَالُوا: لَمْ يَصْبِرِ الْقَوْمُ، وَلَمْ يَتَّقُوا، وَلَمْ يُمَدُّوا بِشَيْءٍ فِي أُحُدٍ