القول في تأويل قوله تعالى: فأما الذين في قلوبهم زيغ يعني بذلك جل ثناؤه: فأما الذين في قلوبهم ميل عن الحق، وانحراف عنه، يقال منه: زاغ فلان عن الحق، فهو يزيغ عنه زيغا وزيغانا وزيوغة وزيوغا، وأزاغه الله: إذا أماله، فهو يزيغه، ومنه قوله جل ثناؤه:

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ} [آل عمران: 7] يَعْنِي بِذَلِكَ جَلَّ ثناؤُهُ: فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَيْلٌ عَنِ الْحَقِّ، وَانْحِرَافٌ عَنْهُ، يُقَالُ مِنْهُ: زَاغَ فُلَانٌ عَنِ الْحَقِّ، فَهُوَ يَزِيغُ عَنْهُ زَيْغًا وَزَيَغَانًا وَزُيُوغَةً وَزُيُوغًا، وَأَزَاغَهُ اللَّهُ: إِذَا أَمَالَهُ، فَهُوَ يُزِيغَهُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ جَلَّ ثناؤُهُ: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا} [آل عمران: 8] لَا تُمِلْهَا عَنِ الْحَقِّ {بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} [آل عمران: 8] وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015