الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ} [آل عمران: 4] يَعْنِي بِذَلِكَ جَلَّ ثناؤُهُ: وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى، وَالْإِنْجِيلَ عَلَى عِيسَى {مِنْ قَبْلُ} [البقرة: 25] يَقُولُ: مِنْ قَبْلِ الْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَهُ عَلَيْكَ. وَيَعْنِي بِقَوْلِهِ: {هُدًى لِلنَّاسِ} [البقرة: 185] بَيَانًا لِلنَّاسِ مِنَ اللَّهِ، فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنْ تَوْحِيدِ اللَّهِ وَتَصْدِيقِ رُسُلِهِ، وَمُفِيدًا يَا مُحَمَّدُ أَنَّكَ نَبِيِّي وَرَسُولِي وَفِي غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ شَرَائِعِ دَيْنِ اللَّهِ