أَبُوهُ يَا مُحَمَّدُ؟ فَصَمَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُمَا , فَلَمْ يُجِبْهُمَا , فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِمْ وَاخْتِلَافِ أَمْرِهِمْ كُلِّهِ , صَدْرَ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ إِلَى بِضْعٍ وَثَمَانِينَ آيَةً مِنْهَا , فَقَالَ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255] ، فَافْتَتَحَ السُّورَةَ بِتَبْرِئَةِ نَفْسِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِمَّا قَالُوا , وَتَوْحِيدِهِ إِيَّاهَا بِالْخَلْقِ وَالْأَمْرِ , لَا شَرِيكَ لَهُ فِيهِ , وَرَدًّا عَلَيْهِمْ مَا ابْتَدَعُوا مِنَ الْكُفْرِ , وَجَعَلُوا مَعَهُ مِنَ الْأَنْدَادِ , وَاحْتِجَاجًا عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِمْ فِي صَاحِبِهِمْ , لِيُعَرِّفَهُمْ بِذَلِكَ ضَلَالَتَهُمْ , فَقَالَ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [آل عمران: 2] أَيْ لَيْسَ مَعَهُ شَرِيكٌ فِي أَمْرِهِ "