الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 286] يَعْنِي بِقَوْلِهِ جَلَّ ثناؤُهُ: {أَنْتَ مَوْلَانَا} [البقرة: 286] أَنْتَ وَلِيُّنَا بُنَصْرُكَ دُونَ مَنْ عَادَاكَ وَكَفَرَ بِكَ، لَأَنَّا مُؤْمِنُونَ بِكَ وَمُطِيعُوكَ فِيمَا أَمَرْتَنَا وَنَهَيْتَنَا، فَأَنْتَ وَفِيُّ مَنْ أَطَاعَكَ، وَعَدُوُّ مَنْ كَفَرَ بِكَ فَعَصَاكَ، فَانْصُرْنَا لَأَنَّا حِزْبُكَ، عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ الَّذِي جَحَدُوا وَحْدَانِيَّتَكَ، وَعَبَدُوا الْآلِهَةَ وَالْأَنْدَادَ دُونَكَ، وَأَطَاعُوا فِي مَعْصِيَتِكَ الشَّيْطَانَ وَالْمَوْلَى فِي هَذَا الْمَوْضِعِ الْمَفْعَلُ مِنْ وَلِيَ فُلَانٌ أَمْرَ فُلَانٍ فَهُوَ يَلِيهِ وِلَايَةً، وَهُوَ وَلِيُّهُ وَمَوْلَاهُ، وَإِنَّمَا صَارَتِ الْيَاءُ مِنْ وَلِي أَلْفًا لِانْفِتَاحِ اللَّامِ قَبْلَهَا الَّتِي هِيَ عَيْنُ الِاسْمِ. وَقَدْ ذَكَرُوا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا أَنْزَلَ هَذِهِ الْآيَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَلَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ. ذِكْرُ الْأَخْبَارِ الَّتِي جَاءَتْ بِذَلِكَ: