فَقَوَّتْهَا بِالذِّكْرِ حَتَّى صَيَّرَتْهَا كَالرَّجُلِ فِي قُوَّتِهَا فِي ذِكْرِ مَا ضَعُفَتْ عَنْ ذِكْرِهِ مِنْ ذَلِكَ، كَمَا يُقَالُ لِلشَّيْءِ الْقَوِيِّ فِي عَمَلِهِ: ذَكَرٌ، وَكَمَا يُقَالُ لِلسَّيْفِ الْمَاضِي فِي ضَرْبِهِ: سَيْفٌ ذَكَرٌ، وَرَجُلٌ ذَكَرٌ، يُرَادُ بِهِ: مَاضٍ فِي عَمَلِهِ، قَوِيُّ الْبَطْشِ، صَحِيحُ الْعَزْمِ، فَإِنْ كَانَ ابْنُ عُيَيْنَةَ هَذَا أَرَادَ، فَهُوَ مَذْهَبٌ مِنْ مَذَاهِبِ تَأْوِيلِ ذَلِكَ؟ إِلَّا أَنَّهُ إِذَا تَأَوَّلَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، صَارَ تَأْوِيلُهُ إِلَى نَحْوِ تَأْوِيلِنَا الَّذِي تَأَوَّلْنَاهُ فِيهِ، وَإِنْ خَالَفَتِ الْقِرَاءَةُ بِذَلِكَ الْمَعْنَى الْقِرَاءَةَ الَّتِي اخْتَرِنَاهَا بِأَنْ تُغَيَّرَ الْقِرَاءَةُ حِينَئِذٍ الصَّحِيحَةُ بِالَّذِي اخْتَارَ قِرَاءَتَهُ مِنْ تَخْفِيفِ الْكَافِ مِنْ قَوْلِهِ: فَتُذَكِّرَ، وَلَا نَعْلَمُ أَحَدًا تَأَوَّلَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، وَيُسْتَحَبُّ قِرَاءَتُهُ كَذَلِكَ بِذَلِكَ الْمَعْنَى، فَالصَّوَابُ فِي قَوْلِهِ إِذْ كَانَ الْأَمْرُ عَامًا عَلَى مَا وَصَفْنَا مَا اخْتَرْنَا. ذِكْرُ مَنْ تَأَوَّلَ قَوْلَهُ: {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى} [البقرة: 282] نَحْوَ تَأْوِيلِنَا الَّذِي قُلْنَا فِيهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015